الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}
في ختام السورة يرسم مشهدا للكافرين وهم يتلقون الدعوة من الرسول الكريم، في غيظ عنيف، وحسد عميق ينسكب في نظرات مسمومة قاتلة يوجهونها إليه، ويصفها القرآن بما لا مزيد عليه. فهذه النظرات تكاد تؤثر في أقدام الرسول فتجعلها تزل وتزلق وتفقد توازنها على الأرض وثباتها. مصحوبة هذه النظرات المسمومة المحمومة بالسب القبيح، والافتراء الذميم فيقولون: إنه لمجنون. ويعقب على ذلك بالقول الفصل الذي ينهي كل قول: {وما هو إلا ذكر للعالمين}.
والذكر لا يقوله مجنون، ولا يحمله مجنون. وصدق الله وكذب المفترون. ولا بد قبل نهاية الحديث من لفتة إلى كلمة {للعالمين}. هنا والدعوة في مكة تقابل بذلك الجحود. وهي في هذا الوقت المبكر، وفي هذا الضيق المستحكم، تعلن عن عالميتها. كما هي طبيعتها وحقيقتها. فلم تكن هذه الصفة جديدة عليها حين انتصرت في المدينة - كما يدعي المفترون اليوم - إنما كانت صفة مبكرة في أيام مكة الأولى. كذلك أرادها الله. وكذلك اتجهت منذ أيامها الأولى. وكذلك تتجه إلى آخر الزمان.
المزيد |